كن إيجابيًا... تكن آمنًا
الصِّحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الصحة بشكل عام، والصحة النفسية والجسدية موجودتان على الطيف الصحي نفسه وتؤثران في بعضهما على شكل علاقة دينامية، فبتحسن الصحة النفسية تتحسن الصحة الجسدية، والعكس صحيح.
فكيف نفهم الخوف الناجم عن انتشار فايروس كورنا ونتعامل معه بطريقة لا تُؤثِّر سلبًا على صحتنا النفسية والجسدية؟
الإنسان بحاجة إلى أنْ يتعلم الالتزام بالهدوء، والتروّي في مواجهة الخوف للتفكير بشكلٍ صحيح وهادئ حفاظًا على صحتنا النفسية والجسدية في الوقت نفسه. وهذا يتطلّب أولًا تهدئة أدمغتنا والتعامل بهدوء مع تطورات، ومستجدات فايروس كورونا المتزايدة لمعرفة الحقائق الصحيحة منها ومن ثمّ الاستعداد بشكلٍ صحيح للوقاية منه.
علينا أنْ نفهم كيف تعمل أدمغتنا لنكون أكثر قدرة على فهم مخاوفنا وقلقنا، والتعامل معهما بشكل أفضل من أجل اتخاذ قرارات وخطوات أفضل في مواجهة هذا الفايروس.
إنَّ من الطَّبيعي أن نتعرض للضغط والقلق في مواجهة تهديد ليس بمقدورنا السيطرة عليه، ولا نستطيع رؤيته بالعين المجردة. ولأن لكل شخص رد فعل مختلف، علينا ملاحظة ما يخبرنا به جسدنا ومشاعرنا:
عبِّر عن مشاعرك ولاحظ مشاعر الحزن والغضب والقلق التي تشعر بها.
انتبه إلى نفسك و جسدك، ولاحظ أي تغير في شهيتك أو أوجاع وألام جديدة.
إذا لاحظت أي من الأعراض المقلقة توقف قليلًا للاعتناء بجسدك وعقلك، ولا تتردد في استشارة مختص إذا اشتدت عليك الأعراض.
يمتدّ الخوف إلى تفاصيل حياتك اليومية كافة وقد تتخذ على إثره العديد من القرارات الخاطئة وتتبنّى العديد من التصوّرات غير الصحيحة بناءً على خوفك فقط. لذلك يجب عليك الاعتناء بنفسك من خلال الممارسات التي تجدى نفعًا في الايام العادية وهي نفسها النافعة في أثناء الأزمات أو الأوقات العصيبة.
1_ اكسر الروتين اليومي حتى لا تشعر بالملل.
2_ احرص على الجلوس مع عائلتك.
3_ استثمر الوقت العائلي كأن تجهز أنشطة وألعاب ومسابقات او قصص وتبادل الحديث والحوار معهم.
4_ تناول الطعام جيداً وابقَ نشِطاً.
5_ تمتع بقسط كافٍ من الراحة.
6_ مارس الأنشطة الممتعة.
7_ استمع الى الموسيقي الهادئة في المنزل.
8_ استخدم مهارات التأقلم المغذية للروح، مثل تمارين الذهن أو الصلاة.
لتبقى أنت ومن تحب في أمان يجب اتباع الممارسات الصحية :
الزم بيتك.
تجنّب المناطق والأماكن المزدحمة التي قد تتفاعل فيها مع الأشخاص.
استخدم المناديل عند السعال أو العطس.
اغسل يديك كثيرًا بالماء والصابون لمدة 40 ثانية على الأقل.
تجنب لمس عينيك، وأنفك، وفمك.
نظف الأشياء والأسطح التي تلامسها الأيدي كثيرًا وعقمها باستخدام منظف منزلي أو منديل مبلل.
يجب أن تغسل كل ما تشتريه من الماركت قبل أن تستعمله؛ من باب الأمان عند إدخال أي شيء للبيت من الخارج، ابدأ باستعماله بعد ثلاث ساعات أو أكثر حتى يقل عدد الفيروسات على سطحه إلى العدد الذي يصعب العدوى منها.
الأخبار المضللة تزيد من خوفنا وتؤثر على الصحة النفسية بشكل سلبي:
من الصعب علينا أنْ نضع المخاطر في منظورها الصحيح مع كلّ ما يُنشر على صفحات فيسبوك أو تويتر أو في نشرات الأخبار التي لا تتحرّى الدقة والمصداقية.
فإن كانت الأخبار حول تفشي فايروس كورونا تزعجك، تستطيع تجنب التقارير الإعلامية لبعض الوقت. وفي الوقت نفسه، إن وجدت نفسك منغمسًا في الأخبار ولا تستطيع التوقف عن متابعتها، فأنت بحاجة إلى أخذ استراحة ووضع حدود لنفسك.
العامل الحاسم هنا إذن هو الحصول على المعلومات الجيدة وعدم الانقياد وراء الشائعات والأخبار الزائفة ومنشورات السوشيال ميديا.
في النهاية نقول إنّ مزاجك الإيجابي يساعد على حماية جهازك المناعي وإن أفكارك السلبية تضعف جهازك المناعي وتجعله عاجزًا عن مقاومة الفايروسات.