الشقاء كان عنوان لحياتي ،،، لكنني سأتجاوذ ذلك

 الشقاء كان  عنوان لحياتي ،،، لكنني  سأتجاوذ ذلك

تروي هذه الحكاية قصة فتاة في مقتبل العمر تدعى (س.ع)  لا تتجاوز الثلاثون من عمرها، تزوجت في الخامسة عشر من عمرها، لديها طفلان محمد ويبلغ من العمر 6 سنوات تقريبا ، وطفلة وتدعى فاتن وتبلغ من العمر 3 سنوات تقريبا.

حكايتها مؤلمة روتها بكلمات مليئة بالأسف والحسرة والحزن على ما عاشته في فترة زواجها التى ضاعت بين أروقة المحاكم، همست لي بإبتسامة مغلفة بالدموع  ( من أين لي أن أبدأ ؟؟!) فقد أصبحت عاجزة حتى عن البوح بما أعانيه إستكملت هل يستطيع طليقي أن يحرمني من أطفالي؟ هل سيحرمني من حقوقي الزوجية بعد الطلاق.....؟

فضفضة وشعور بالطمأنينة

(س.ع) قصتها تختلف عن باقي القصص  فهي  طالبة جامعية متفوقة ولكن  الحياة طحنتها بين أروقة المحاكم جاءت إلى العيادة القانونية وهي تلتقط أنفاسها بحثاَ عن من ينصفها  ويرجع لها حقوقها الزوجيه التى فقدتها بعد ما قام زوجها بتطليقها  بطلقة بائنة بينونه كبرى مكملة للثلاثة .

قامت المحامية بمحاولة تهدئتها لكي تستطيع أن تقوى وتأخذ جرعات من الأمل بان القادم أجمل وأن الحقوق لا تضيع وسترد لأصحابها، ومن ثم وضحت لها جميع حقوقها الشرعية، وكيف أن القانون لصالحها وأنها ستأخذ حقها من خلال طرق أبواب المحكمه واستحصال حقوقها الشرعيه ، وأن حقوقها ثابته لا يستطيع طليقها أن يحرمها من أدنى حقوقها.

من هنا شعرت السيدة (س.ع) بالطمأنينة معبرة أنها وصلت إلي الأمان وفيما انتاب السيدة (س.ع)  الهدوء والطمأنينة، لتبدأ بسرد قصتها إلى المحامية موضحة لها ما حدث معها بالتفصيل قائلة" بدأت قصة حياتي بزواجي الأول وأنا لم أكمل الخامسة عشر من عمري ، أنجبت طفلي الأول بعام 2006 ، وطفلتي الثانيه بعام 2007 ، لم يكتمل حلمي بتكوين أسرة دافئة فسرعان ما اختطفت الحرب زوجي من بين حضن أطفالي  فأصبحت أرملة ضائعة تائهة أصبحت الأم والأب لهم ، صبرت وتحملت لكن نظرة المجتمع لم ترحمني أصبحت وبشكل يومي أستمع لكلمات جارحة ومؤلمة ولكن لم تتوقف حياتي هنا!! ، تجاوزت كلام الناس من أجل أطفالي  ققرت أن أستكممل مسيرتي التعليمية وأرجع لمقاعد الدراسة وواصلت مسيرتي التعليميه إلى أن تخرجت من جامعة الأزهر من قسم اللغة العربيه بمعدل 77% لعام 2015م.

 

الخيار الأصعب...حياة مؤلمة

 استكملت حديثة بتنهيدة قائلة "من هنا بدأت حياتي الأكثر سوءاَ ف بعد أن تخرجت لم أجد فرصة عمل ، وازدادت مسؤوليتي تجاه أطفالي " كيف سأقوم بتعليمهم ؟ كيف سأوفر لهم متطلبات الحياة؟ هل ستبقى حياتي على هذا الحال ؟ والكثير من التساؤلات التى لم أجد لها إجابة، وفي ذاك الوقت تقدم لخطبتي شاب ولكنه كان متزوج وأنا سأكون الزوجة الثانية ف كنت بين خيارين  وتارة أفكر في تلبية طلبات أطفالي وتوفير مصاريفهم اليومية وتارة أخرى من أن أبقى وحيدة في هذا المجتمع الذكوري الذي لا يرحم ،ف لم يكن أمامي خيار سوى أن أقول نعم !! خوفاً من أن أبقى وحيدة في هذا المجتمع الذكوري الذي لا يرحم ، كنت أحلم بزوج يعوضني عن السنين التى مضت من العذاب والألم والوحدة لم أكن أعلم بأن أيامي التى مضت ستكون أفضل بكثير من أيامي هذه ، بعد أن تزوجت أنجبت منه طفل وطفلة ولكن لم أرى من زوجي سوى البأس والظلم ، كان لا يعرف لغة التفاهم يقوم بالضرب والتكسير ويستخدم العنف ضدها ، في حين أن السيدة (س.ع) كلما تتعرض للضرب والإيذاء القولي والفعلي من قبل زوجها تتوجه إلى بيت أهلها ، وعند حدوث كل مشكلة تعود إلى بيت زوجها مكسورة الجناح نتيجة تدخل أهل الخير والإصلاح فيما بينها أهلها وأهل زوجها ، متمنية في أن ينصلح حال زوجها وأهل زوجها ، لكن على العكس تماماً تزداد الأمور سوءً أكثر فأكثر ، والخلافات بدأت تتراكم  بينها وبين زوجها، لكنني كنت أصبر من أجل أطفالي  لكن صبري قد نفذ" وزاد عد حده وعندما قررت أن ترفع نفقة لها ولأطفالها قام زوجها بتطليقها في المحكمه وقام بأخذ أولادها منها.

 

العيادة القانونية أملي الوحيد ...

قررت السيدة( س.ع) رفع قضايا على زوجها بعد أن قام بتطليقها بعدما قامت بإعطاء زوجها فرصة  لأكثر من مرة ولم يستجب لذلك ، لكن الظروف الإقتصادية لم تسمح لها بتوكيل محامي خاص ، وعندما لجأت للمحكمه قامت المحكمه بتحويلها للعيادة القانونية بجمعية عايشة لحماية المرأة والطفل كون أن ظروفها الإقتصادية لم تسمح لها بتوكيل محامي خاص وعلى الفور تم استقبال السيدة وسماعها من قبل المحاميه وتم التأكد من صحة معلوماتها وتم فتح ملف للسيدة (س.ع) ووضحت لها المحامية الإجراءات القانونية لهذه  القضايا للبدء بعمل الإجراءات القانونية اللازمة ورفع القضايا اللازمه أولاهما اعادة أولادها لحضانتها وتم رفع قضايا بجميع حقوقها الشرعيه من عفش بيت ومهر مؤجل وباقي مهر معجل ، وعندما استعادت أطفالها لحضانتها تم رفع قضية نفقة لأطفالها حتى تستطيع الانفاق عليهم وتم استكمال الإجراءات في دائرة التنفيذ في المحكمه الشرعية وتم تنفيذ جميع الأحكام والحجز على جزء من راتب طليقها لإستحصال حقوقها ناهيك عن صعوبة التبليغات في الشرطة القضائية ولكن المحامية تجاوزتها بأسرع وقت ممكن.

 

سعادة غارمة

(س.ع) ليست السيدة الوحيدة التي تعانى من مشاكل قانونية وخاصة في ظل وضع اقتصادي سيء في غزة وإجراءات قانونية معقدة تتضمن في طياتها كل معاني الظلم والاضطهاد للنساء ولكنها من القلائل الذين استطاعوا وقف هذا الظلم وبدء حياة جديدة بفضل العيادة القانونية في جمعية عايشه لحماية المرأة والطفل  وما تقدمه من خدمات للفات الهشة في المجتمع الفلسطيني.

عبرت (س.ع) عن فرحتها الشديدة بأنها قد وجدت من سينصفها ويعيد أطفالها لحضانتها وسيرجع حقوقها قائلةُ "إن وضعي لا يسمح لي بتوكيل محامي ولا تغطيه رسوم ومصاريف قانونية وليس لدي أحد يفهم بالاجراءات القانونية "

اختتمت حديثها بعد شكرها للمحامية  مها بعد أن وقفت بجانبها وساندتها وكانت عونا لها، وأضافت بأنها ستتجاوز الأيام الصعبة التى عاشتها وستفتح مشروع صغير " تعليم دروس لغة عربيه " بالمبالغ التى ستحصلها من حقوقها الزوجية وسيكون بمثابة مصدر رزق لها ولأطفالها  حتى تستطيع إستكمال حياتها وتعتمد على نفسها دون أن تكون عالة على أحد .