شجب واستنكار جريمة مقتل السيدة روان الهواش وكافة جرائم القتل المرتكبة ضد النساء في مجتمعنا الفلسطيني

لم يمض يومين على انقضاء حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والتي شاركت فيها فلسطين لتسليط الضوء على العنف المبني على النوع الاجتماعي الموجه ضد النساء، ولتؤكد على حمايتها ودعمها لسائر حقوقهم وحمايتهم من العنف بكافة اشكاله، حتى ارتكبت جريمة جديدة هذه المرة حصدت روح السيدة الثلاثينية وتدعى روان أبو هواش من قرية الطبقة جنوبي مدينة دورا قضاء الخليل، حيث عثر عليها جثة هامدة ومدفونة في منطقة قرب البحر الميت شرقي اريحا، والتي سبقها جريمة بشعة ابضاَ في قطاع غزة ارتكبت بحق الفتاة ايمان النمنم البالغة من العمر ٣١ عاما من بيت لاهيا شمال قطاع غزة والتي عثر عليها مدفونة في "عش للفراخ". وسبقها ايضا مقتل الفتاه اسراء غريب البالغة من العمر 19 عاما في قرية بيت ساحور قضاء بيت لحم، في سلسلة من جرائم العنف الاسري التي حصدت أرواح 22 امرأة منذ مطلع العام 2019 (17 في الضفة الغربية) و(5) في قطاع غزة حتى اللحظة. وإننا في جمعية عايشه لحماية المرأة والطفل نستنكر هذه الجريمة وكافة الجرائم التي ارتكبت بحق النساء في مجتمعنا الفلسطيني بذرائع اجتماعية عديدة، ونرى ان هذه الجرائم المرتكبة ضد الضحايا تجسد العنف الممارس في مجتمعنا بكافة اشكاله ضد النساء سيما العنف المبني على النوع الاجتماعي، وتشير الى غياب القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق النساء الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية والثقافية وأبرزها الحق في الحياة كونها انسان يعيش في هذا المجتمع ومن حقه التمتع بالعدالة المجتمعية والحماية القانونية التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني. وتبين الحاجة الماسة للحد من هذه الجرائم بتضافر جهود المؤسسات النسوية والمجتمعية والأهلية والرسمية وغير الرسمية للضغط على الجهات التشريعية والتنفيذية للإسراع في إقرار قانون الحماية من العنف الاسري، كما ترى جمعية عايشة ضرورة اعمال التزامات دولة فلسطين المترتبة على انضمامها للمواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان بما فيها الاتفاقيات الدولية لمناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" وهو ما يوجب عليها اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الحماية للنساء، بما في ذلك اعتبار جرائم قتل النساء بغض النظر عن الدوافع الاجتماعية والخلفيات الثقافية، جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، ووضع تشريعات وقوانين رادعة تحد من انتشار هذه الجرائم لتحقيق المساواة والعدالة المجتمعية والقانونية للنساء.