Tamer’s success story
قصة نجاح تامر
الطفل المستفيد تامر احدى الحالات المحولة من برنامج سأعود لمدرستي التابع لمؤسسة عايشة يبلغ من العمر 16 عام تم ادراجه في برنامج سأعود الى مدرستي لتدني مستواه الدراسي ، يعيش في اسرة تعاني من وضع اقتصادي سيء لعدم عمل الاب المريض بمرض الاكتئاب المزمن والمستمر حول لجلسات العلاج النفسي عن طريق برنامج سأعود الى مدرستي ، جاء بصحبة والدته ، وعند سؤاله عن شكواه كان قليل الكلام و يرد بصعوبة ، واغلب الردود كانت امه ترد عنه وكان يبدو عليه ملامح الحزن والياس والخجل الشديد وايضا مطأطأ الراس ويتجنب التواصل البصري وصوته بالكاد يسمع وعند سؤال والدته عن ما يعاني منه تامر قالت : ابني يريد ان يترك الدراسة ويلتحق بدراسة مهنة الصناعة بالرغم من انه يرغب بإكمال تعليمه الا انه متخوف من اعادة تجربة الدراسة خاصة بعد رسوبه في الصف العاشر والذي زاد من تخوفه ان يفشل مثل ما فشلت اخته بالتوجيهي حيث اخذ يقول : اختي بذلت مجهود كبير بالتوجيهي ومع ذلك رسبت فانا بالتأكيد حفشل مثلها ، تجربة الرسوب جعلت منه شخص انطوائي خجول من نفسه وغير قادر على مواجهة الاخرين الى ان دخل في حالة اكتئاب وخاصة ان تاريخه الصحي كان عامل مهم في التأثير على حالته النفسية حيث انه كان يعاني منذ الطفولة من وجود امراض صحية وبعض العيوب الخلقية وتعرضه للعديد من العمليات الجراحية في طفولته وانقطاعه عن دراسته خلال قيامه بتلك العمليات الجراحية المتكررة ، مما ادى الى تدني مستواه الدراسي ورسوبه في المستوى العاشر ، والذي دعم ظهور حالته الإكتئابية تاريخ العائلة الذي كان بمثابة ارض خصبة وخاصة ان والده يعاني من الاكتئاب المزمن والمستمر منذ فترة طويلة و كذلك بعض من اخوته يعانون من نفس الحالة النفسية ، ومن خلال التقييم واخذ الشكوى والأعراض تبين بانه يعاني من الاحباط والياس , ولديه مخاوف تجاه مرضه خاصة انه تعرض ل11 عملية منها اثنتين بالوجه وفي اللوزتين والزائدة الدودية وسبع عمليات في المقعدة لوجود ضيق في فتحة الشرج , خجول بدرجة كبيرة , انطوائي لا يخالط الناس , ليس لديه اصدقاء , ليس لديه ثقه بنفسه وبقدراته , الخوف من اعادة تجربة الدراسة خوفا من الفشل , النسيان وعدم التركيز. وقد بدأت معه حالة العزلة والخوف من التعامل مع الناس بعد فشله في الدراسة وخوفه الشديد من اعادة تجربة الدراسة خوفا من الفشل و الذي ساعد على تفاقم هذه الاعراض مرض الاب المزمن والمستمر بالاكتئاب منذ الطفولة و كذلل تعرضه لعدد من العمليات الأمر الذي اثر على حالته النفسية و جعله انطوائي مع اخد فكرة سلبية عن نفسه بالإضافة الى عدم ثقة بنفسه وبقدراته.
وعلى أساس ما تقدم من شكوى واعراض تم تقييم حالته وصمم له خطة علاجية تناسب الوضع النفسي الذي يعاني منه، متمثلة في بعض تقنيات العلاج المعرفي السلوكي و تقنيات معرفية و سلوكية و الارشاد النفسي وإرشاد ديني. ، ومن تقنيات العلاج المعرفي السلوكي المستخدمة، الطلب من تامر ترتيب المشكلات التي يعاني منها حسب أهميتها والحاجة الملحة لها للعمل عليها، والتثقيف النفسي بالاكتئاب النفسي الذي يعاني منه والتعديل المعرفي للاكتئاب وتوليد البدائل المنطقية له، وتقنية الوظيفة المنزلية لمراقبة الذات، وقد تم استخدام الطرق السقراطية ومناقشته في افكاره الخاطئة انعكاسها السلبًي على حالته الصحية والنفسية. وكيفية استبدال الأفكار غير المنطقية والخاطئة وتحويلها إلى أفكار أكثر عقلانية ومنطقية، وقد تم كذلك استخدام الإرشاد الديني من خلال استخدام الطرق المنطقية المقنعة المرتكزة على أسس دينية لمساعدته على تقبل ما لديه من اعاقة خلقية وامراض متعددة ، و كذلك تقوية ثقته بنفسه. وقد تم التأكيد على أهمية تغيير الروتين اليومي باستخدام تقنية جدول الأنشطة اليومية واشغال وقت الفراغ بأنشطة مفيدة، والانخراط في أنشطة انجازية تشعره بقيمة الذات، والبحث عن أنشطة ممتعة تشعره بالسعادة والراحة النفسية وتعمل على تحسين المزاج المكتئب الذي يعتريه، وكما تم استخدام تقنية المزايا والعيوب لمساعدته على تفحص مزايا وعيوب التمسك بالأفكار السلبية أو السلوك السلبي وكذلك مزايا وعيوب التخلي عن الأفكار السلبية أو السلوك السلبي، وكيفية الاتيان ببدائل مرغوبة للأفكار والسلوك، كما تم استخدام جدول لمعرفة نواحي القوة في شخصيته ومعرفة القدرات والامكانيات الإيجابية لتقويته وتدعيمه مما قوّى ثقته بنفسه ومحى نواحي النقص في شخصيته وذلك عن طريق الاستمرار في الدراسة واختيار التخصص المناسب والعزف عن اختيار الصناعة وذلك بجعله هو من يقرر ذلك بالخروج بنتائج تدعم اختيار التخصص المناسب وبعد ان تأكدنا من اختياره للدراسة تم تدريبه على كيفية تحقيق الاهداف سواء كانت قصيرة او طويلة المدى ومن تم عمل جدول للمواد الأكثر صعوبة بالنسبة له ليتم التعامل معها وكيف يمكن عمل جدول تنظيم وقت وتنظيم دراسة وتم تحديد المواقف التي تشعره بالخجل وترتيبها من الأخف الى الأصعب بالنسبة له ليتم التخلص منها عن طريق جلسات خفض الحساسية التدريجي , وتم تعليمه كيفية عقد صداقات وزملاء دراسة ومن خلال تطبيق الخطة العلاجية، توصّلنا في النهاية إلى نجاح الخطة العلاجية لحالة تامر. فقد خرج من حالة الحزن والانطواء والانغلاق على النفس حيث يروي لنا تامر قصة نجاحه قائلا: أصبح لدي رغبة في الرجوع الى المدرسة وهدف اسمى و اسعى للوصول اليه وتحقيقه ، حيث ارغب في دخول كلية الشرطة و اصبح لدي رؤية لمستقبلي و قادر على المنافسة الدراسية مما جعلني مجتهدا محبا للمدرسة وللمدرسيين واصبحت متفوق في المركز التعليمي في مادة الانجليزي والرياضيات واللغة العربية مما قوى ثقتي بنفسي وبقدراتي ، واصبح لدي اصدقاء وزملاء دراسة و استيقظ مبكرا ونشيطا وملتزم في صلاتي و قادر على تنظيم وقتي والدفاع عن نفسي عندما اتعرض للنقد لتقوية ثقتي بنفسي وبقدراتي ، واصبحت اجلس مع اهلي و امتلك العديد من الاصدقاء وتخلصت من الحساسية الزائدة واصبحت اجتماعيا واختلط بمن حولي الأمر الذي جعلني ارى ان للحياة طعم جميل ومتعة.