ضمن فعاليات حملة الـــــ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، تُطلق جمعية عايشة حملة جدايل وتُضيء مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي العربي باللون البرتقالي.

 

أطلقت جمعية عايشة لحماية المرأة والطفل حملة "جدايل ورد" لمناهضة العنف ضد المرأة، بهدف رفع وعي الفلسطينيين بأهمية أن تكون النساء والفتيات أمنات في كافة أماكن تواجدهن، وعدم تعرضهن لأي شكل من أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وجاء إطلاق الحملة بالتزامن مع إضاءة كلاً من مجمع الشفاء الطبي بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، وبتمويل من مؤسسة امرأة لامرأة السويدية Kvinna till kvinna، والمستشفى الأهلي العربي بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة UNWOMEN وبتمويل من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ CERF وبالتعاون مع المستشفى الأهلي العربي باللون البرتقالي، بالتزامن مع فعاليات حملة ال 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.

وحضر فعاليات إطلاق حملة "جدايل ورد" لفيف من المؤسسات الأممية والمحلية العاملة في قطاع المرأة، وبمشاركة عشرات الشخصيات الوطنية والإسلامية ومناصري حقوق الإنسان عموماً والمرأة خصوصاً، إلى جانب العاملين/ات في جمعية عايشة لحماية المرأة والطفل.

وقالت الأستاذة ريم فرينة، مديرة جمعية عايشة:" لقد أزهق الاحتلال الإسرائيلي أرواح ما يزيد عن 67 طفلاً و44 امرأة خلال عدوانه الأخير ضد المدنيين في قطاع غزة"، مشيرة إلى أن استمرار الممارسات القمعية تجاه الأسيرات في السجون يُعدُّ تحدياً لكافة الأعراف الدولية والمواثيق التي أقرت حماية أسرى الحروب خاصة النساء والأطفال باعتبارهم مدنيين ومحميين بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأوضحت فرينة في كلمتها في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي أن العنف المركب متعدد المستويات والأشكال في فلسطين، يأتي مع استمرار تفشي جائحة كورونا والتي ألقت بظلالها السلبية على الفلسطينيين، قائلةً: “وفقاً للتقارير الصادرة عن جمعية عايشه والتي تؤكد جميعها تراجع حقوق النساء الفلسطينيات وتردي أوضاعهن الاقتصادية ودخول نساء جدد ضمن دائرة الفقر المدقع ليزيد من هشاشة النساء بشكل مضاعف مما كانت عليه، كما نعبر عن أسفنا الشديد على ما مرت به النساء والفتيات هذا العام من جرائم قتل واعتداءات".

وطالبت فرينة بضرورة الإقرار الفوري لقانون حماية الأسرة من العنف، مع التأكيد على ضرورة الأخذ بكافة التوصيات التي قدمتها مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات النسوية حول القانون، وتوفير كافة الضمانات القانونية التي تكفل لضحايا العنف المبني على النوع الاجتماعي الحصول على حقوقهم بما فيها حقهم في تعويضهم عن الضرر المادي والمعنوي الذي يلحق به.

وشددت على أهمية إيجاد آليات فعالة للشكوى وخاصة للشكوى من العنف الأسري والعنف الجنسي بما يضمن خصوصية الحالات وخصوصية العائلة، مؤكدةً على ضرورة تعديل قانوني العقوبات الساريين في الضفة الغربية وقطاع غزة بما يحقق حماية أكبر للنساء والفتيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي، وإيجاد عقوبات رادعة لجرائم الاعتداء الجنسي على النساء والقاصرات بمختلف أنواعها.

وأكدت مديرة جمعية عايشة على ضرورة وضع خطة استراتيجية متجددة للقضاء على العنف المبني على النوع الاجتماعي، بما يشمل توفير الآليات اللازمة لوصول الضحايا للعدالة، والنهوض بالوعي الجماهيري للقضاء على الأفكار النمطية حول النساء والفتيات، وتكريس ثقافة خالية من العنف الأسري وبعيدة عن تبرير العنف ضد النساء.

ومن جانبها وجهت الدكتورة أمال حمد وزيرة شؤون المرأة التحية للنساء الفلسطينيات، مطالبة في كلمة مسجلة لها عُرضت أمام الحاضرين في المستشفى الأهلي العربي بضرورة التوحد وتكثيف الجهود الوطنية والمؤسساتية من أجل الحد من انتشار ظاهرة العنف ضد المرأة، مؤكدة أن الوقت قد حان لكي تحصل النساء الفلسطينيات على كافة حقوقهن ووضع حداً لكافة أشكال العنف التي يتعرضن لها وخصوصاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت: "نحتفل اليوم في ظل أوضاع صعبة تمر فيها النساء الفلسطينيات، ما يُلقي على عاتقنا وعلى عاتق صانعي القرار وكل المدافعين عن العدالة المساواة بالضغط نحو إقرار سياسات تنهض بواقع المرأة وتصون حقوقها وتعزز مكانتها في كل مكان"، وأشارت أن حملة الـ 16 يوم تأتي بالتزامن مع قرب إطلاق حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني التي تصادف 29 نوفمبر، مطالبة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وتحقيق حلمه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ومن ناحيتها عبرت نائبة المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط والمنسق المقيم للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة السيدة لين هاستنغ عن تقديرها لتواجدها مع جمعية عايشة والمستشفى الأهلي بطابعه التاريخي أثناء حملة 16 يوما من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي قائلة ": الألوان هنا جميلة فكل شيء هنا برتقالي هو مؤشر جميل ويشير إلى الأمل، ويدعونا للاستمرار معا من أجل العمل على مناهضة العنف ضد المرأة ". واعتبرت هاستنغ أن "التصدي لظاهرة العنف ضد النساء بكافة أشكاله مسؤولية جماعية وتستدعي العمل بجهد من أجل وضع حد لها".

وفي ذات السياق، أكدت مديرة المستشفى الأهلي العربي السيدة سهيلة ترزي أن العنف ضد النساء يجب أن يتوقف بشكل عاجل، وأن تمكن النساء في كافة المجالات وصولاً إلى تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين، مشيرةً إلى أنها سعيدة بأن يكون المستشفى الأهلي العربي مكان انطلاق فعاليات حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.

وإلى جانب ذلك، أكدت زينب الشلالفة مديرة البرامج في مؤسسة امرأة لامرأة السويدية Kvinna till kvinna، خلال كلمتها المسجلة من مدينة القدس المحتلة خلال فعالية إضاءة مجمع الشفاء الطبي أن جهود مؤسستها ستستمر من أجل المساهمة في الحد من ظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وأوضحت الشلالفة أن عوامل عدة تساهم في اتساع ظاهرة العنف ضد النساء، من أبرزها: العامل الاقتصادي والاجتماعي والقَبَلي والسياسي والظروف الصحية التي تعيشها النساء وجميعها عوامل تحتاج لمعالجة، مشيرةً إلى أهمية تغيير نمط التفكير المجتمعي بشأن العنف المبني على النوع الاجتماعي، إلى جانب رفع الوعي الجمعي لدى الكل بشأن أهمية التصدي لظاهرة العنف ضد النساء.